الأحد، 11 ديسمبر 2011

أطفالنا في عالم التقنية ®

رغم كل التطور و القفزات الهائلة في عالم التكنولوجيا ، والتي من المفترض أن تقدم للإنسان صغيرا وكبيرا خدمات وتسهيلات كثيرة ، ورغم ما قدمته بالفعل من تحسينات في أوجه الحياة المادية المختلفة ، إلا أنها لم تتمكن من تقديم أقل القليل من البهجة والفرحة الحقيقية في عالم الكبار والصغار معا00!
لنتوقف ولو هنيهة للتأكد من أن البهجة التي أقصدها لا توجد البتة في أفلام الكارتون التي فاقت الحصر وتلاعبت بمشاعر وعقول الصغار أيما تلاعب ، و لا توجد البهجة التي أقصدها  في الألعاب الإليكترونية ، أو في برامج  الكمبيوتر الخاصة بالصغار ، إنني أتحدث عن الفرحة التي تنطلق من أعماق هؤلاء  الأبرياء بدون أية مؤثرات إليكترونية خادعة ، ولا ضحكات هستيرية مصطنعة ، إنني أبحث عن الفرحة التي تعبر بصدق عن مشاعر الصغار بدون تكلف ، وتتحدث عن مدى استمتاعهم بالحياة دون خوف أو وجل ، ودون استفزاز للمشاعر ، أو غرس لأفكار عدوانية ،       ولا تخريب لأخلاقيات الفطرة السليمة بالعنف والبطولات الكاذبة 00!
إنني أتحدث عن صغارنا الذين يحتاجون منا إلى الحنان الحقيقي ، وإلى مشاعر الأبوة، وأحاسيس المحبة النابعة من القلوب الكبيرة المحيطة بهم ، أتحدث عن المناغاة والملاعبة البريئة التي يجب أن نمارسها معهم نحن الآباء ، و الأشقاء و الأمهات ، أو أي قريب أو بعيد يعيش مع هؤلاء الصغار ، أو يرونه صباحا أو مساء ، أتحدث عن هذه الصورة التي يئست من الحصول عليها في جيل الآباء الذين أمثلهم اليوم ، أو الجيل الذي يحيط بصغارنا هذه الأيام ، وهنا أرى من الواجب أن أتذكر جيل آبائنا ومن سبقهم من الذين كانوا يستمتعون بقضاء أوقات سعيدة وممتعة مع الصغار ، وكان الصغار يجدون الشعور نفسه معهم ، و لا بد هنا أن نتساءل عن السبب في ذلك الجو الحاني ،        والعطف الدافئ 00!
 والإجابة على هذه التساؤلات تعبر عن نفسها ، فالفارق بين الأجيال السابقة من الآباء ، وبين جيل اليوم كبير جدا ، لقد كان أولئك الآباء يمتلكون القدرة على ملاعبة صغارهم ومناغاتهم بأغنيات حلوة وجميلة وبريئة ، خالية من العبارات الصعبة ، أو الكلمات المتكلفة الشاذة ، ومن خلال تلك الأغنيات البسيطة تعلم الصغار الكثير من القيم والمبادئ ، وتلقوا العديد من المعاني الجميلة التي استشعروها من أعماق قلوبهم البريئة،  أما آباء اليوم فأغلبهم لا يعرف كيف يحمل طفله ، ولا كيف يناغيه ، ناهيك عن  معرفة الأسلوب المناسب لتنويمهم أو إطعامهم لأن هذا العمل لم يعد من مسئوليات كثير من الأمهات ناهيك عن الآباء 00!!
دلوني بربكم عن أي أب معاصر من جيل تقنيات الاتصال الحديثة يستطيع التفاهم مع صغاره بلغة يفهمونها ، أو بعبارات يحبونها ، كما كان يفعل آباؤنا معنا حينما كنا صغارا ، دلوني على أي واحد  من آباء اليوم يعرف كيفية ملاعبة صغاره كما كان يفعل آباؤنا ، هل يستطيع أي واحد فيهم أن يمارس هذه اللعبة البسيطة مع طفله : يا حجة وانقطي الزيت ،  أو هل يعرف قصة الفار الزقزق والتي تحكي عن فأر أكل العيش بالفستق تحت سقيفة خان الفندق ، أو هل يعرف كيف يلاعب صغاره لعبه  " زغزغيه " أو ما تعرف بلعبة الغميمة00؟؟ 
هذا نموذج بسيط وجميل من القصص القصيرة التي تتناسب مع عقول الأطفال الصغار والتي يفرحون بها أيما فرح ، لأنها تخاطب مشاعرهم الرقيقة وتصنع في قلوبهم البهجة الغامرة  ، رغم أنها تخلو من الجدية لكنها تمثل قصة متسلسلة بأسلوب يلفت الانتباه للصغار والكبار معا ، وربما توجد ألعاب أخرى أو قصص أخرى في مناطق بلادنا  لعبت دورا في تربية الصغار عبر التاريخ ، ولكن السؤال المطروح هنا عن مدى قدرتنا على ابتكار قصصا جديدة وألعابا  تتناسب مع العصر ، ومع عقلية أبنائنا أو الأجيال القادمة00؟

 
كارتون مفيد لاخلاقيات التعامل مع  الانترنت للاطفال ..

الرابط..












اروى  بنت خالد الهوساوي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق